photography of library room

الجامعة ماهي إلا دار علم

تربيت على ان الحياة مراحل مدرسة ثم جامعة (يجب ان تدرس طب او هندسة لتكون من الطبقة الناجحة) ثم وظيفة بمادرست. وتقريباً ببداية دخولي سن الـ18 سنة بدأت لا اقتنع بهذا ابداً، فهذه حياة مرسومة مسبقاً بدون دراسة لتكوينك انت وشخصيتك وميولك.

عشت مدة كافية في بريطانيا جعلتني افهم الشعوب الغربية جيداً وأفهم لماذا هم اصبحوا على ماهم عليه الان اما نحن توقفنا منذ زمن طويل. وبرأيي السر يكمن في تربيتنا التي فيها الكثير من الروتين والتقيد والتي انتجت اجيال متكررة بدون جديد بدون حماس بدون اهداف وبدون طموح واضح وصريح.

في بريطانيا لا تجد الكثير من المهندسين والاطباء البريطانيين الأصل، بل هم اقل من خريجي كل سنة في اي دولة عربية، ولكنهم افضل انتاجاً بكثير. لأنهم درسوا الطب او الهندسة وهم راغبين طامحين فيها، اما شبابنا يدرسها لان الأهل يريد ذلك ولأن المجتمع لا يستطيع ان يرى غير ذلك كون هذه احد معايير النجاح بالنسبة لهم (خصوصا وقت التقدم للزواج). بالتالي لدينا مهندسين واطباء كثر جداً ولكن لايوجد فيهم ابداع ولا احسان ولا طموح، إلا من رحم ربي. 

المشكلة في اولياء امورنا و اولياء اولياء امورنا الي زرعو في هذا الجيل هذه العلة التي نعاني منها وبشدة حالياً. عندما اكون جالس وسط مجموعة من كبار السن ونتطرق لهذا الحديث وأحاول ايصال الفكرة لهم لا اجد اي تجاوب، الجميع يهاجم بأسلوب ان تفكيرك حماسي زيادة عن اللزوم وعندما تكبر سوف تفهم!

ياناس اصحوا الزمن تغير والتفكير تغير، دعونا نعيش بأسلوبنا وتفكيرنا لعل وعسى نستطيع تحقيق التقدم.

لماذا تقبل ان تكون طبيب عادي في حين انك قادر على ان تكون رسام مبدع او كاتب ماهر؟ لماذا انت خائف؟ النجاح بكل الأحوال والطرق لا يأتي بسهولة ولا رمشة عين بل يحتاج لأول خطوة وهي ان تحب ما تفعل وان يكون في ماتفعل ميولك.

نظرة المجتمع العربي لمن لم يدخل الجامعة على انه جاهل، لأننا ننظر للجامعة على انها اساس الناجحين ولا يكتمل نجاح بدونها. في حين انها بالدول الغربية مجرد دار علم كباقي دور العلم وان الشهادة التي تحصل عليها من الجامعة مجرد اثبات انك درست في التخصص الفلاني وحصلت على الدرجة الفلانية. في حين ان مجتمعنا ينظر لشهادة الجامعة على انها احد اساسيات التوظيف وان لم تحمل شهادة جامعية لا وظيفة وعمل لك والله يعينك اذا جيت تتقدم وتطلب ايد اي بنت.

نحن كشباب المفترض ان لا نضيع الوقت في اقناع اولياء امورنا بهذا الشيء، بل يجب ان نغير مسارنا نحو الطريق الصحيح لكل واحد فينا، على الاقل حتى اطفالنا في المستقبل لا يعانون من نفس المشكلة. انتبه تضيع عمرك في شيء انت ما ترغبه ما تحبه ما تطيقه، شوف ابداعك وين وطبقه ترى العمر قصير.