اذكر في بدايات مرحلة استكشافي وتعرفي على الكمبيوتر والانترنت في نهاية التسعينيات وإلى تقريبا ٢٠١٠، في هذه الفترة كان الانترنت وسيلة تواصل وتبادل معرفة بالدرجة الاولى.
كان موضوع البيع والتسويق عبر الانترنت ليس بالمستوى الي عليه اليوم ابدا، حتى ان وقتها كانت غالبية المواقع الي تقدم اي نوع من الخدمات تتعامل بالحوالات البنكية العادية «ممكن نستثني الدول الرائدة في الانترنت مثل اميركا وبريطانيا» وذلك لصعوبة ادخال خدمة التعامل بالفيزا عبر الموقع من الناحية التقنية والامنية والاهم التكلفة العالية على اغلب المتاجر والشركات والاعمال الصغيرة.
في زمن المحتوى النصي
كل من شارك في تلك الفترة راح يقولك انه تعلم امور كثيرة على الانترنت.
وقتها كان المحتوى نصي بامتياز ونادرا مانجد محتوى بشكل فيديو او صوت. الفيديوهات الي كانت متوفرة على الانترنت اغلبها اما افلام ومسلسلات و وثائقيات او تسجيلات تابعة للقنوات التلفزيونية. بمعنى كان المحتوى المرئي والمسموع هو محتوى تم انتاجه من قبل مؤسسات وليس افراد كما هو الحال اليوم، وفي الغالب كان تواجد هذا المحتوى غير شرعي!
كذلك المحتوى الصوتي، كان عدد برامج البودكاست قليلة جداً على مستوى العالم، ونقدر نقول ان الغالبية العظمى منها متخصص في تقنية المعلومات بشكل او باخر.
اعداد اقل من المتصلين لكن جودة محتوى اعلا!
العدد القليل من الاشخاص الي كانو يدخلون للانترنت بشكل مستمر من مختلف العالم كان اغلبهم اصحاب اختصاص وعاملين محترفين في مجالاتهم وغالبيتهم لديهم شغف وحب كبير لتبادل الافكار والعلم والمعرفة.
وهذه نقطة شبه فقدت الان في اغلب المواقع ماعدى المواقع المتخصصة جدا والي تحدد الية الانتساب اليها وتتحقق من هوية العضو او تراقب المحتوى المنشور قبل اعتماده. اما باقي المواقع كمثال لو اخذنا الشبكات الاجتماعية العامة مثل فيسبوك فاغلب المستخدمين من غير المتخصصين وكل هدفهم من الانترنت هو الترفيه.
تغير الحال واصبح الانترنت وسيلة ترفيه وتجارة من الطراز الاول
اليوم تغير الوضع كثيراً، واصبح الانترنت وسيلة ترفيه وتجارة من الطراز الاول بالاضافة للتواصل، اما الجانب المعرفي والتعلم لدى الاجيال الجديدة الي دخلت للانترنت ليس بقوة وشغف من سبقهم.
استعجب على كمية الشباب الي تضيع كل يوم ساعات وساعات على مواقع مثل فيسبوك وانستجرام حتى بالنهاية يحصل على ١٠٠ او ٢٠٠ لايك او اعجاب على احد منشوراته والي غالباً هو مجرد اخذها من حساب ثاني واعاد نشرها (اتكلم عن النكات، والمقتبسات…الخ).
مواقعي المفضلة بالوقت الحالي
شخصيا الي يتابعني على المواقع الاجتماعية غالبا راح يلاحظ ان منشوراتي قليلة واغلبها تركز اما على نشر معلومة ما او نشر شيء يتعلق بعملي ودراستي، مع بعض المعايدات في المناسبات الرسمية لا اكثر.
في كل مرة افتح فيسبوك وغيره من التطبيقات الاجتماعية واتصفح التايم لاين خلال ثواني قليلة يبدا مزاجي يتعكر من كمية السخافات التي تظهرلي، فمباشرة اقفل البرنامج، وارجع على مواقعي المفضلة وهي في الوقت الحالي محصورة في:
- StackOverFlow.com – وهذه شبكة كبيرة مكونة من عدة مواقع، بعضها متخصص بالبرمجة وبعضها بالشبكات وبعضها بالرياضيات والعلوم…الخ. ويعمل الموقع على طريقة السؤال والجواب. وانا مشترك ومتابع لمجموعة من الاختصاصات منذ زمن.
- Medium.com – وهو موقع للكتاب والقراء وكل مشترك ممكن يكون قارئ او كاتب او الاثنين معا، وباشتراك شهري ممكن تقرأ عدد لا محدود من المقالات وبدون اي اعلانات. وانا مشترك بالموقع من بداية تأسيسه.
- Reddit.com – من المواقع القديمة جدا وهو عبارة عن منتديات متخصصة وحسب اهتماماتك تشترك بالمنتديات الي تعجبك. وبرايي هو افضل من مجموعات فيسبوك بمئات المرات، خاصة ان الموقع بكله مخصص لهذا الامر تحديدا.
كمواقع اجتماعية حالياً هذه القائمة الي احرص على المشاركة والتفاعل بها باستمرار وتقريبا بشكل يومي، خصوصاً شبكة ميديم فيه مجموعة جيدة من الكُتاب في مواضيع متنوعة.
نعم هي ليست مواقع اجتماعية بمفهوم المواقع الاجتماعية مثل فيسبوك وانستجرام وتويتر، كون المواقع الي ذكرتها في الاعلى تركز على مشاركة وتبادل العلوم بدل من المعلومات والاخبار الشخصية للمشارك او العضو. ولكن لانها تحتوي على جانب من النقاش بين الاعضاء حول المادة المطروحة بالاضافة لاظهار الاعجاب واعادة النشر .. فاعتبرتها مواقع اجتماعية!
اكتشاف وتجربة موقع Deepstash
مؤخراً دخل موقع جديد لقائمتي وهو موقع رائع ويتوفر على هيئة تطبيق للجوال ايضاً.
ممكن نشبه موقع ديب ستاش بموقع تويتر .. لكن ديب ستاش يركز تحديدا على العلم والمعرفة والافكار. اما تويتر فاغلب المحتوى عبارة عن ناس تحاول لفت انتباه ناس ثانية «مثل انستجرام بالضبط» لاهداف شخصية، كتحقيق انتشار وبناء سمعة شخصية.
كل مشترك ممكن يكتب منشوراته الخاصة وينشرها في المجتمع، وبالطبع له القدرة على قراءة منشورات الاعضاء الاخرين ومتابعتهم والتفاعل مع المنشورات عبر الاعجاب او حفظها في قوائم خاصة به لسهولة الرجوع لها.
المنشورات ليس بمقالات مفصلة طويلة، بل هي على شكل خلاصات لمعلومات او فكرة ما، مثلا ملخص لكتاب. ومن الممكن ان يتم تقسيم المنشور إلى مجموعة من المنشورات المترابطة تسمى افكار او Ideas.
مثلا ممكن تنشر منشور حول كيفية تحديث نظام ويندوز وتقسم الشرح إلى ١٠ خطوات، كل خطوة من العشرة خطوات تكون عبارة عن منشور مصغر مترابط مع الفكرة الاساسية وهي كيفية تحديث نظام الويندوز.
وحتى يظهرلك نوعية معينة من المحتوى كقارئ، فانت تبدأ اولاً بتحديد نوع المواضيع التي تهمك، مثلا علم النفس، التقنية، البرمجة، الطب، تطوير الذات او الانتاجية…الخ. وبناء عليه تظهرلك منشورات اكثر تخصيصاً.
فكرة الموقع رائعة، خصوصاً انه خالي من المنشورات التافهة ومنشورات الناس الي تحاول تروجلك منتجات وغيرها. واعتقد احنا محتاجين لمواقع وخدمات اكثر من هذا النوع، كون ان المواقع الاجتماعية سيطرت على العالم واغرقتهم بسخافات وتفاهات لا تضيف للانسان اي فائدة تذكر، بل على العكس ممكن تخلي هذا الانسان يقل تركيزه وتحجم نمو طاقاته الذهنية ومخزون معرفته.
هل سنرى محتوى عربي قوي على ديب ستاش؟
مع الاسف حالياً المحتوى العربي على ديب ستاش يكاد يكون معدوم، واتمنى هذا الامر يتطور ويتحسن مع الوقت بمشاركة اعضاء عرب اكثر والاهم انهم يكونون اعضاء فعالين ويشاركون المعرفة.
هذا كل شيء، الى اللقاء في تدوينة اخرى. مصطفى البازي ☺️
📮 المتابعة عبر البريد الالكتروني
عند الاشتراك سيصلك جديد منشوراتي ومقالاتي على ايميلك. لا يتم نشر اي اعلانات ابدًا، فقط المقالات التي انشرها هنا في مدونتي هذه.