نشرت صحيفة The Guardian((ترحيل اية لسوريا – صحيفة ذا جارديان.)) لقاء مع صانع الافلام الوثائقية «Michael Graversen» حول احد افلامه الاخيرة والذي يحكي قصة مراهقة سورية تركت سوريا بعمر الطفولة في بداية الحرب وانتهى بها الحال في الدنمارك حيث عاشت تقريبًا معظم سنوات عمرها الى اليوم.
حصلت اية على وضع اللجوء الانساني؛ وهو لجوء مؤقت محدود باستمرارية الخطر، فمتى ما انتهى الخطر الذي تسبب بهجرة الشخص المعني يكون اللجوء منتهي والفرد استحق الرجوع «الترحيل» للبلد الذي جاء منه. فاذا حصل الشخص على لجوء لمجرد ان بلده دخل في حالة حرب واصبح الوضع غير امن والمعيشة فيه شبه مستحيلة هنا يكون اللجوء انساني بشكل تلقائي.
بالمقابل اللجوء السياسي والذي يكون الخطر فيه شخصي، بمعنى قضية شخصية ذاتية وليس لسبب خارجي عام. مثلًا شخص معارض للسياسة والنظام في بلده الاصل وتعرض لتهديدات بالاغتيال او الخطف او تعرض هو او اسرته للمضايقات المستمرة من قبل السلطات للتوقف عن المعارضة ففي هذه الحالة يحصل الشخص على لجوء سياسي، وهذا اللجوء لا ينتهي باختفاء الخطر كما اللجوء الانساني. وغالبًا الحاصلين على اللجوء السياسي ينتهي بهم المطاف بالحصول على حق المواطنة والتجنيس بعد بضعة سنوات.
في حالة اية كان لجوئها انساني، والدنمارك في وقت سابق قررت ان بعض مناطق سوريا مثل دمشق اصبحت الان امنة تمامًا وبالإمكان العيش فيها بامان وممارسة الحياة بشكل اعتيادي، بناءً عليه استحقت اية وكل من يسكن في اي من هذه المناطق التي تصنفها الدنمارك “مناطق امنة” الترحيل والرجوع لسوريا. علمًا ان من بين دول الاتحاد الاوروبي فالدنمارك الدولة الوحيدة التي تعتبر بعض مناطق سوريا امنة للعيش.
المشكلة ان هذا القانون اعمى، بمعنى لا يراعي هذا القانون اي اعتبارات في حالة كل فردٍ قبل اعتماد قرار ترحيله. اية كما ذكرت وصلت للدنمارك بعمر صغير وتعلمت ودرست في المدارس الدنماركية واتقنت اللغة الدنماركية وتغير اسلوب حياتها بالكامل وانسجمت مع المجتمع الدنماركي حتى انها وصلت الان لسن الجامعة.
فبشكل منطقي وواقعي اية دنماركية اكثر من كونها سورية، نعم هي سورية المولد ولكن تعتبر نشأت ووعت على الدنيا وتعلمت في الدنمارك. فمحاولة او فكرة ارجاع اية لسوريا حاليًا اصبحت امر غير واقعي ولا منطقي بالمرة، كانك ترحل مواطن دنماركي الاصل لدولة اخرى.
حالة اية ليست الأولى، هذه مشكلة تتكرر منذ زمن بداية تطبيق قانون اللجوء، فقبل السوريين حدثت مع العراقيين بعد هدوء حرب ٢٠٠٣، والامثلة كثيرة في هذا الخصوص.
ان تترك غصب عنك بلد عشت وتربيت فيه وانت كبير له تأثير سلبي اكبر بكثير من ترك بلد ما في الصغر، حيث لا يكون الانسان بنفس مستوى الوعي والادراك ومستوى بناء العلاقات…الخ.
في كل مرة اسمع بقصة جديدة كقصة اية حقيقة اشعر بالحزن عليهم.
لكن الجيد في حالة اية انها وبمساعدة اصدقاءها ومنظمات وناشطين حقوق الانسان في الدنمارك استطاعت الحصول على تمديد لمدة عامين لإكمال دراستها الجامعية. غير معلوم ما سوف يحدث بعد انتهاء العامين، ولكن بالتأكيد وقتها ستكون اقوى بكثير بحصولها على شهادة جامعية من جامعة أوروبية على الأقل تساعدها في بناء مستقبلها.