ظهرت اخبار خلال الاسبوع الماضي عن تسجيل شركة تيك توك لعلامة تجارية باسم «تيك توك ميوزك» في بعض البلدان من اهمها الولايات المتحدة. رغم ان الشركة لم تصرح الى الان باي شيء رسمي، لكن بقطاع الشركات التقنية الكبيرة عند انتشار خبر مع وجود بعض الادلة فعلى الاغلب الموضوع مؤكد وماهي الا مسألة وقت.
قبل كم شهر الشركة الام لتيك توك اطلقت خدمة توزيع ديجتال بمسمى «SoundOn.Global». وكان هدف هذه الشركة هو التعامل مع الفنانين بشكل مباشر بدون وجود وسيط كشركات الانتاج، مع تقديم الخدمة بشكل مجاني بحجة «دعم الفن والفنانين» الذين لا تقف خلفهم شركات انتاج تدعمهم بالمال وتوجههم بشكل احترافي في مجال المنافسة فيه جدًا صعبة.
لكن هل السوق يستحمل لمنصة ستريمنگ موسيقى اخرى؟ ام الموضوع مجرد لعبة «مونوبولي» بين شركات التقنية؟
شاهدنا كيف في السنوات القليلة الماضية تزايدت شركات ستريمنگ الافلام والمسلسلات واغلب المنصات الجديدة كانت عبارة عن انفراد شركات الانتاج بانفسهم وبناء منصتهم الخاصة والتي تعرض اعمالهم بشكل حصري، ومن اشهر الامثلة هو تخارج شركة ديزني من عقدها مع نتفليكس وافتتاح منصتها الخاصة ثم لاحظنا كيف بدأت الاعمال تختفي تدريجيًا من منصة نتفليكس، وهذا مثال من عدة امثلة واحد اهم الاسباب الرئيسية لتدهور وضع نتفليكس وفقر محتواها مؤخرًا بعد تخارج معظم الاستديوهات الكبيرة، واصبحت تعتمد على صناعة محتواها الخاص بالاضافة لعرض اعمال بعض الاستديوهات الصغيرة.
بالنسبة لنا كمستخدمين اصبح الامر معقد، فانت بالنهاية تبحث عن اعمال متنوعة وبالتأكيد تبحث عن اعمال الصف الاول، ولكن اعمال الصف الاول الان توزعت على عدة منصات ولمشاهدة اعمال من استديوهات متنوعة وخاصة الاستديوهات الكبيرة فستحتاج تقريبًا للاشتراك في ٣ الى ٤ منصات على الاقل.
نفس العملية تقريبًا وان اختلفت بعض التفاصيل تحدث مع خدمات ستريمنگ الموسيقى. اصبحت المنصات تتكاثر حتى الواحد منا اصبح لا يستطيع تذكر اسماءها.
نعم السوق بحاجة لتعدد مزودين الخدمة حتى لا تنفرد جهات قليلة جدًا وتحتكر السوق وتفرض وتتمادى في شروطها على المستهلكين، ولكن في سوق مثل الستريمنج وكل شركة حرفيًا سوقها هو العالم كله يصبح هناك عدد معين يستطيع السوق تحمله وتكون الفائدة للمستخدم بحصوله على خدمة جيدة وبسعر مقبول وبمجرد ما يزيد عدد مزودين الخدمة عن الحد المعقول تصبح الاضرار على المستخدم اكثر بكثير من الفائدة.
اكبر واهم مشكلة سيواجهها المستخدم هي «عقود الاحتكار» من قبل منصات الستريمنج مع الفنانين وشركات الانتاج، بحيث لن تجد اعمال الفنان الفلاني الا على منصة اكس ولن تجد الاعمال التي تنتجها الشركة الفلانية الا على منصة واي وهكذا، ومع كثرة هذه المنصات يصبح هذا الامر واضح وله تأثير اكبر واكبر.
والامر ليس فقط احتكار للموسيقى، بل سيشمل ايضًا برامج البودكاست الي عليها اقبال جماهيري، خاصة وان البودكاست في السنوات الاخيرة الاقبال عليه ارتفع بشكل كبير كون الناس وجدت في هذه الوسيلة طريقة ممتازة لاستهلاك المحتوى المفيد اثناء القيام باعمال اخرى. ومنصات مثل سبوتيفاي بالفعل وقعت عقود احتكار مع بعض برامج البودكاست.
هذه عدوى تحدث تقريبًا مع معظم الشركات التقنية، فبمجرد ان تكبر وتمتلك قاعدة مستخدمين وعلامة معروفة ورأس المال تبدأ تتوسع وتدخل في مجالات متعددة، اما بشراء شركات قائمة او بناء خدمات من الصفر.
وشبكة اجتماعية مثل تيك توك ٥٠٪ من مستخدمين الانترنت في اميركا يستخدمونها، بل وفي بعض البلدان تصل النسب الى ٨٠٪، فلن يكون من الصعب عليها تسويق خدماتها ومنتجاتها وجذب قاعدة عملاء كبيرة لهذه الخدمات وهي التي تمتلك معلومات تكاد تكون مفصلة عن كل من يستخدم تيك توك.
📮 المتابعة عبر البريد الالكتروني
عند الاشتراك سيصلك جديد منشوراتي ومقالاتي على ايميلك. لا يتم نشر اي اعلانات ابدًا، فقط المقالات التي انشرها هنا في مدونتي هذه.