تجربتي لخدمة Youtube Premium لاكثر من ثلاثة اشهر؛ هل خدمة يوتيوب بريميوم تستحق الاشتراك فقط للتخلص من الاعلانات في الفيديو والموسيقى؟

في بداية هذه السنة وصلت لنتيجة ان اشتراكي في خدمة سبوتيفاي لم يعد يلبي متطلباتي، ومشكلتي الاساسية كانت في نوعية الاعمال العربية على المنصة. وقررت ان اعطي الخدمات الاخرى تجربة جديدة، فبعد مرور سنوات على افتتاحها لابد وانها تطورت وتحسنت بشكل كبير عن ماكانت عليه وقت الافتتاح الاول. 

كنت مشترك لسنوات في سبوتيفاي على باقة Educational، وميزة هذه الباقة انها ارخص بنسبة ٥٠٪ مقارنة بالباقة الاساسية. وللحصول على هذه الباقة لابد من ان توفر مايثبت انتسابك لاحدى الجامعات او الكليات، وغالبًا يتم هذا من خلال البريد الالكتروني الذي توفره لك الجامعة. 

لكن خلال هذه السنوات لم يتحسن وضع المكتبة العربية على المنصة، حيث ان اغلب من ينشر اعماله اول باول على سبوتيفاي هم الفنانيين المستقلين، وبالتالي اغلب اعمال الاسماء الكبيرة لا اثر لها في سبوتيفاي او انك تجد فقط اعمالهم القديمة. 

النقطة الثانية ان كثير من الاعمال العربية «على وجه الخصوص» على سبوتيفاي تعاني من رداءة الجودة مقارنة بالاعمال الاجنبية، وهذا حقيقة خطأ الفنانيين او من ينوب عنهم في ارسال اعمالهم الى منصات الستريمنج. وبالتالي فانت لا تحصل على جودة صوت افضل من تلك التي يوفرها يوتيوب في الحساب المجاني «المدعم بالاعلانات». 

خدمة Youtube Premium

قبل بضعة سنوات اطلقت يوتيوب خدمة «Youtube Premium». هو نفس حسابك وقناتك على يوتيوب لكن مع بعض الامتيازات تنقسم كالاتي حسب المنصة؛

  • يوتيوب ويوتيوب للاطفال «Kids»
    • المشاهدة من غير اعلانات.
    • امكانية تحميل الفيديوهات ومشاهدتها اوف لاين.
    • خاص بتطبيق يوتيوب للهواتف: عدم توقف الفيديو «الصوت» عند الخروج من التطبيق وفتح تطبيق اخر او عند اغلاق الشاشة.
  • يوتيوب ميوزك
    • الاستماع من دون اعلانات. 
    • تحميل الاعمال الموسيقية وحفظها في الجهاز للاستماع لها دون الحاجة للاتصال بالانترنت. 
    • الاستماع بكوالتي صوت اعلى يصل لغاية مايعادل 256kbps على كودك AAC «مقارنة بــ 160kbps على الحساب العادي المجاني» ((لكن المشكلة ان يوتيوب يأخذ الصوت من نسخة الفيديو وليس ملفات صوت lossless بجودة الماسترنج. وغالبًا الصوت المرفوع مع الفيديو قد تم تعديل صيغته اثناء عملية رندرنج الفيديو. هذه مشكلة يعاني منها اغلب مهندسين الصوت مع محرري الفيديوهات “المونتير”.)).
    • خاص بتطبيق يوتيوب ميوزك للهواتف: عدم توقف الصوت عند الخروج من التطبيق وفتح تطبيق اخر او عند اغلاق الشاشة. 

هذه تقريبًا اهم المزايا التي يحصل عليها المشترك بباقة Premium. وتتوفر بثلاث اسعار مختلفة، السعر الاساسي 12£، باقة الطلاب 7£، الباقة العائلية 18£ والتي تتيح حتى ٥ اشخاص بشرط ان يكونوا في نفس الدولة ((هذا شرط غريب فاليوم طبيعي جدًا ان يكون لك اخ يدرس في دولة اخرى او اب يسافر بعقد عمل لسنتين في دولة اخرى.)).

وشخصيًا كنت مشترك بباقة الطلاب. ومثل باقي الخدمات تتطلب توثيق من خلال البريد الالكتروني الجامعي. 

الخوارزميات وتنوع الاعمال

من حيث تنوع الاعمال الموسيقية، وخصوصًا الاعمال العربية، فحسب تجربتي يوتيوب هو الافضل في الوقت الحالي، ثم انغامي وابل ميوزك. فبالرغم من ان يوتيوب ليست منصة موسيقى في اصلها، الا انها تعتبر اهم واكبر موقع وتطبيق الكتروني في الوسط الموسيقي((مقال: كيف اصبح يوتيوب اهم منصة لنشر الموسيقى – واشنطن بوست.)).  

في البداية لاحظت ان غالبية الاعمال التي ترشح لي انجليزية «اميركية على وجه الخصوص». مع الاستخدام اليومي لاول اسبوعين بدأت تستوعب اخيرًا باني ابحث واستمع ايضًا لاعمال عربية ولاتينية، كما اني استمع لالوان متعددة ومتنوعة. 

        المستمع الغربي غالبًا يستمع لنوعين او ثلاثة انواع Genre موسيقية، وصعب جدًا ان تجد اميركي او اوروبي يستمع للروك والجاز والكلاسيك. كما ان من يستمع للاعمال المعاصرة لا يستمع للقديم والعكس صحيح. 

        وعربيًا هذا يذكرني بالمستمع المصري الي يكون متمسك جدًا بالالوان المصرية على مستوى الموسيقى العربية، وقليل جدًا تجد مصري يستمع لاعمال عراقية «مثل الهيوا والربع» وخليجية «مثل الخبيتي والبندري والسامري» ومغربية «مثل الهيوا المغربية والشعبي»…الخ. في حين من ذكرتهم يستمعون لمختلف الالوان العربية وبشكل يومي ومعتاد. 

مع ملاحظتي بتحسن الترشيحات من خلال الاستخدام المستمر، لاحظت في نفس الوقت ان القوائم الجاهزة التي تديرها يوتيوب ليست بالمستوى المتوقع. فمثلًا القوائم الخليجية لاحظت انها محصورة على اسماء معينة، وفي المصرية لاحظت تركيز مبالغ على المهرجانات واعمال الفرق المستقلة امثال «كايروكي» وماشابه. 

قوائم التشغيل امر حساس وصعب بنفس الوقت، لابد الي يعمل على ترتيبها يكون ديجي ومحترف وعنده ثقافة موسيقية عالية بنوع الموسيقى الي يعمل على بناء قوائم لها. الموضوع ليس فقط اختيار جيد للاغاني، ولكن التناسق والانسجام بين الاعمال والترتيب والتسلسل مهم جدًا في القوائم. فيكفي انتقالة واحدة خاطئة من اغنية لاخرى ان  تعكر مزاجك، حتى وان كنت معجب بالاغنيَّتين ولكن تشغيلهم واحدة تلو الاخرى غير متناسق بسبب اختلاف السرعات او المقام والطبقة او نوع الايقاع. 

بالمقابل عند بحثك عن اغنية معينة وتشغيلها «مع تفعيل خاصية استمرار التشغيل التلقائي» فالاعمال التي سيقترحها يوتيوب ويشغلها بشكل تلقائي غالبًا تكون قريبة الى حد كبير من الاغنية التي بحثت عنها واستمعت لها في البداية. وهذا يعتبر جيد جدًا وهو امر شبه معدوم على سبوتيفاي عند الاستماع لاعمالٍ عربية. 

بشكل عام هذه الخوارزميات تتطلب منك استمرار الاستماع لاكبر قدر من الاعمال التي تعجبك ومع الوقت تبدأ بالتحسن. مع هذا لا تعتمد كثيرًا على القوائم التي تديرها يوتيوب فغالبًا وعلى ما يبدو من يعمل على تحديثها ليسوا مختصين، الافضل بناء قوائمك بنفسك خصوصًا اذا كنت انتقائي بشكل كبير لما تستمع له.

تجربة الاستخدام

استغربت في البداية من عدم توفيرهم لتطبيق يوتيوب ميوزك لاجهزة الديسكتوب ومعتمدين فقط على نسخة الويب «نفس حالة جي ميل». ففي حالة الموسيقى وخصوصًا اذا راح تنزل مكتبتك وقوائمك المفضلة في الجهاز للاستماع لها دون الحاجة لتحميلها بشكل مباشر ولاضافة مرونه اكبر وانسجام افضل مع نظام التشغيل فيكون تطبيق نيتڤ وليس نسخة ويب تعتمد على المتصفح((عيب نسخة الويب ان تحميل القوائم سيحفظ ضمن ملفات الكاش المؤقتة الخاصة بالمتصفح، ولو حصل وانك قمت بحذف ملفات الكاش من المتصفح بسبب مشكلة في موقع ما فسوف تخسر ايضًا ملفات الصوت الخاصة بيوتيوب ميوزك.)). 

بشكل عام تطبيق الهاتف ونسخة الويب الاثنين يتشابهون جدًا من حيث الشكل والخصائص، لا اذكر اي فرق ملموس. لكن خاصية «اضافة الاغنية لقائمة تشغيل» مدفونة داخل القائمة الاضافية ويجب الضغط على ““ لتظهر لك قائمة منبثقة ثم تختار اضافة لاحدى القوائم. خطوة اضافية لا داعي لها لخاصية تستخدم بكثرة. 

اثناء الاستخدام تبين لي ان متابعة اي فنان على يوتيوب ميوزك فيتم بشكل تلقائي متابعته على يوتيوب فيديو «موقع يوتيوب الاساسي» ايضًا، والعكس صحيح. قد يبدو لك فالبداية ان هذا هو الافضل، ولكن ماذا لو كنت لا تريد رؤية الاعمال الموسيقية في منصة الفيديو وحصرها فقط ضمن منصة الموسيقى؟ بحيث لا تاتيك تنبيهات واشعارات داخل منصة الفيديو تندمج مع اشعارات القنوات الاخرى، من قنوات علمية واخبارية وسياسية وغيرها. ممكن على الاقل يقدمون لك خاصية كهذه يمكن تفعيلها عبر صفحة الخصائص. 

للعلم نفس الامر ينطبق على قوائم التشغيل، اي قائمة انشئها على يوتيوب ميوزك اجدها في يوتيوب الاساسي! ،، بعض الاوقات كنت اشعر ان يوتيوب ميوزك مجرد شكل او تصميم اخر لموقع يوتيوب.

جودة الصوت على يوتيوب ميوزك

من حيث كوالتي الصوت فيوتيوب ميوزك تقريبًا يصل لمستوى سبوتيفاي، وهو جيد للغالبية العظمى من المستمعين خاصة لمن يستمع بشكل حصري من خلال الهاتف والايربودس.

اما للفئة الصغيرة التي تمتلك انظمة صوت متقدمة واذن متدربة على الاستماع لادق التفاصيل الموسيقية، وتفضل الاستماع لاقرب كوالتي للنسخة الاصلية فهنا تكون خدمة ابل ميوزك الخيار الافضل خصوصًا اذا كنت تستخدم اجهزة ابل. حيث توفر ابل امكانية الاستماع بدقة «lossless 48Khz / 192Khz» بتكلفة الباقة العادية، لكن ضع في الحسبان ان حجم الملفات سيكون اكبر بكثير. 

الاعلانات على المنصة

من منا لا يكره الاعلانات؟ الاعلانات اليوم عنصر اساسي في تصفح واستخدام خدمات الانترنت، ورغم انها تكاد تكون بدأت مع بداية الانترنت الا انها في السنوات الاخيرة زادت لدرجة لا تطاق. حتى نظام ويندوز سيضمن الاعلانات بداخله شيء فشيء((خبر: مايكروسوفت تختبر اضافة اعلانات في متصفح الملفات على ويندوز ١١ – موقع Bleeping Computer.)).

لهذا كانت تجربة تصفح ومشاهدة الفيديوهات على يوتيوب من غير اعلانات تمامًا تجربة ممتعة، خصوصًا على تطبيق الجوال. 

صحيح ان اغلبنا الان يستخدم بلوگن لحجب الاعلانات في المتصفح، ورغم انها تؤدي المهمة بشكل جيد جدًا على حجب الاعلانات ولكنها محصورة فقط على المتصفح ولا تعمل على التطبيقات خارج المتصفح. ولاستخدام يوتيوب على الهاتف بدون اعلانات على الحساب المجاني فلا بد من الاستغناء عن التطبيق واستخدام الموقع بمتصفح الهاتف. 

ولكن هل انت مستعد لدفع مايعادل 12£ فقط لازالة الاعلانات عن يوتيوب؟ خصوصًا وان هذه تعتبر الميزة الاساسية في الحساب المدفوع. 


النتيجة التي توصلت لها بعد مضي اكثر من ثلاثة اشهر

بعد الاستخدام لاكثر من ثلاثة اشهر بدأت اسأل نفسي هل المزايا التي احصل عليها مقابل التكلفة تستحق ومجزية ام استثمر المبلغ في خدمة اخرى اكثر فعالية وجودة؟ 

ذكرت ان يوتيوب يملك اكبر واكثر مكتبة متنوعة بمختلف الالوان واللغات، ونفس العمل تجد له عدة نسخ بين ستديو ولايف وميدلي واكابيلا احيانًا. لكن هذا التنوع والتعدد في بعض الاحيان كان يسبب لي حيرة اثناء البحث عن عمل ما، فاضطر لتجربة عدة نسخ للتأكد فقط من اني اخترت افضل نسخة متوفرة لهذا العمل. لهذا في بعض الحالات تكون ميزة وفي حالات اخرى ستراها كعيب. 

من حيث الصوت فبشكل عام لم اشعر بفرق ملحوظ من حيث الكوالتي، حيث لا يوجد فرق بين الحساب المجاني والمدفوع بالنسبة لمنصة الفيديو واما على منصة الموسيقى فالفرق ليس كبير والسبب هو ان يوتيوب تستخرج الصوت من نسخة الفيديو. اي انهم لا يعالجون نسخة صوت lossless مثل سبوتيفاي او ابل ميوزك وباقي منصات الستريمنج المتخصصة فقط بالموسيقى والصوت. 

واما على صعيد الاعلانات فهي ايضًا تكاد لم تشكل ذاك الفرق الكبير. الفكرة اني كنت قبل الاشتراك بالحساب المدفوع استخدم بلوگن «Adguard» لحجب الاعلانات على المتصفح. وهذا يقوم بحجب الاعلانات وبالتالي استطيع مشاهدة اي فيديو على يوتيوب او الاستماع في حالة يوتيوب ميوزك بدون ان تظهر لي اي اعلانات، بشرط ان اتجنب استخدام تطبيق يوتيوب للهواتف واعتمد فقط على المتصفح. وهذا الفرق الوحيد الذي شعرت به عند استخدامي لحساب يوتيوب المدفوع.

نعم تطبيق يوتيوب على الهاتف سيكون بطبيعة الحال اكثر مرونة من فتح الموقع من خلال المتصفح على الهاتف، ولكن هذا ايضًا يعتمد على مدى استخدامك ليوتيوب على الهاتف. انا شخصيًا استخدامي لليوتيوب محصور بين اللابتوب والايباد وقليل جدًا ما افتحه على الجوال … لهذا في حالتي لم امانع من خسارة بعض الخصائص مقابل التخلص من ظهور الاعلانات. 

في الوقت الحالي قمت بايقاف الاشتراك ورجعت مجددًا للاعتماد على بلوگن Adguard وغيرها لضبط وتخصيص يوتيوب على المتصفح والتخلص من الاعلانات((قد اكتب تدوينة منفصلة عن كيفية استخدامي ليوتيوب بدون اعلانات من خلال المتصفح على الهاتف.)). 

اما خدمة الموسيقى فالان استخدم منصة اخرى وتقريبًا استقريت عليها، وهي الاخرى استخدمها منذ شهور ولكن في حالتها حصلت على اشتراك لستة اشهر مجانًا وبعدها يصبح الاشتراك بشكل مدفوع. ساكتب موضوع عنها في وقت لاحق. 

📮 المتابعة عبر البريد الالكتروني

عند الاشتراك سيصلك جديد منشوراتي ومقالاتي على ايميلك. لا يتم نشر اي اعلانات ابدًا، فقط المقالات التي انشرها هنا في مدونتي هذه.

شاركني برأيك