كان فيسبوك زمان وسيلة تواصل مبتكرة وجميلة، ومع إنتشار فيسبوك بالشرق الاوسط وازدياد المستخدمين عليه وخاصة مع الثورات العربية دخلت اجيال كثيرة للفيسبوك خربت الموقع وغيرت من طريقة المشاركة. وبهذا اصبح فيسبوك يؤثر سلباً على المواقع الاخرى بشكل او بأخر وبنفس الوقت يؤثر سلباً على مستخدميه.
كيف يؤثر فيسبوك على المستخدمين؟
المشكلة الاولى – طريقة المشاركة: مشكلة المواقع الاجتماعية ان المشاركة فيها لا مركزية كل واحد يشارك باي شيء وبالطريقة التي يحب دون اي قيود، فتجد المتطرف يحاول نشر افكاره والصعلوك كل مشاركاته عن البنات والترفية وهكذا. أنا اعلم ان هذا هو اساس ومبدأ المواقع الاجتماعية، ولكن، المشكلة الاساسية انه عليك ان تتعايش مع هذا المبدأ وإلا ليس لك مكان بهذه المواقع!
عليك ان تتقبل ان ابن عمك يرسل مشاركات فكرتها “اذا لم ترسلها لمن لديك فاعلم ان الشيطان منعك وان ذنبوك قد فاقت المحيط الهندي” وعليك ان تتقبل ان صديق الطفولة كل مشاركاتة عبارة عن “ياليت الزمان يعود و…” و “أنا الذي فعلت وكان ماكان…”، شوية وتحس انك في قريش وقد شديت الرحال لغزو يثرب حيث يسكن المسلمون ولما وصلت يثرب اسلمت وبدات بشد الهمة لغزو بلاد فارس!
بيوم من الايام قررت احذف النوعيات هذه من حسابي لانهم ازعجوني فعلاً، لما دخلت لقائمة الاصدقاء والتي لا تتعدى ١٠٠٠ شخص. لم استطع حقيقة حذف احدهم لان هذا ابن العم وهذاك صديق الطفولة وهذه الخالة…الخ اذا حذفتهم فالاولى ان اترك فيسبوك بكله فما عدت بحاجة له!
واذا حاولت ان تكلم احدهم وتقول له يا فلان لا يصح ماتعمله وانك بهذا تزعج الناس لا اكثر ولا اقل، سوف يتهمك بالمعقد الغريب الذي يغرد خارج السرب، كونهم مقتنعين تماماً انهم محترفين مواقع اجتماعية وهذه هي الطريقة الصحيحة لتكون إجتماعي.
المشكلة الثانية – الوقت الضائع: يقضي الناس وقت كبير على فيسبوك، خاصة المراهقين والشباب، ودائماً عذرهم ان ماعندهم شيء يعملونه! وهنا المشكلة الاساسية هي سوء فهم الانترنت فهم يعتقدون انه وسيلة ترفيه بالاساس ونحن نفهم الانترنت كسوق كبير ومحيط من المعلومات التي نبني ونقوي بها نفسنا كل يوم.
كيف يؤثر فيسبوك على المواقع الاخرى؟
في بدايتي بالانترنت كنت امشي 2 كم على الاقل حتى اصل لمقهى انترنت، حيث في ايامنا كان من يملك انترنت منزلي عادة مايكون ابن وزير او مسؤول كبير بالدولة كون الانترنت كان يعتبر وسيلة اتصال استخباراتية تحتاج لموافقة من الامن العام! في ذاك الزمان كانت المواقع محدودة والترفيهية منها قليلة ونادرة وكل المواقع كانت عبارة عن مكتبة معلومات جامدة حتى نظام تعليقات لا يوجد، واذا كنا نريد المشاركة فكنا نذهب للمنتديات او غرف IRC وغيرها. حتى اننا كنا نضيع نصف الوقت بالبحث فلم يكن محرك ياهو شديد الذكاء (ياهو ايامها كان المعلم والكبير قوي) ولا حتى جوجل متوفر.
ولكن الحق يقال لم نكن نجد محتويات منقولة ومكررة كثير، الموضوع منقول في 3 مواقع كحد اقصى اما الان منقول في 100 موقع وكلها بشكل تلقائي! لعدة اسباب من ضمنها ان المواقع كانت قليلة واضف على ذلك ان عينة المستخدمين للانترنت كانت الشريحة المثقفة بالغالب.
لا اريد القول اننا كزوار في السابق كنا نحن من يبحث عن المواقع بعكس اليوم هي من تبحث علينا. ولان فيسبوك وامثالة ياخذون وقت كبير من وقت المتصفح فاصبحت المواقع المفيدة تجد صعوبة باخذ حقها وفرصتها في الانتشار.
المشكلة الثانية ان هذا الزائر تشبع بافكار فيسبوك فاصبح يريد ان يشارك بنفس طريقة فيسبوك بالمواقع الاخرى، وعندما لا يجد هذا يفر منها بدون رجوع، إلا لو غصب على ذلك بسبب بحثه عن امر ما. حتى فريق عمل الموقع الفلاني يجد صعوبة كبيرة في ضبط المستخدمين للطريقة السليمة للمشاركة.
قد تقول ان المشكلة في المستخدم وليس فيسبوك! نعم هذا صحيح، لكن فيسبوك تتحمل مسؤولية توعية المستخدم، ولا اجد فيسبوك تجري على شيء سوى جمع المعلومات عن المستخدم لتوفير اعلانات افضل وتربح اكثر.
إلى هنا انتهي حيث ان الاسباب كثيرة والمشاكل اكثر ولكن لن يتغير الامر بيوم وليلة. حبيت افضفض شوي لا اكثر 🙂
📮 المتابعة عبر البريد الالكتروني
عند الاشتراك سيصلك جديد منشوراتي ومقالاتي على ايميلك. لا يتم نشر اي اعلانات ابدًا، فقط المقالات التي انشرها هنا في مدونتي هذه.
التعليقات: 1 On اضرار فيسبوك على المستخدم والمواقع الاخرى
قد تقول ان المشكلة في المستخدم وليس فيسبوك
انما هو اداه فى يد مستخدم