قرأت تدوينة لـ David Hansson بعنوان The second-hand stress of social media يتحدث فيها عن سلبية الشبكات الاجتماعية على صحة الفرد النفسية .. تدوينة سريعة انصحك بالاطلاع عليها.
مشكلة الشبكات الاجتماعية العامة مثل فيسبوك وانستجرام وتويتر…الخ، ان الغالبية العظمى من الاعضاء يمارسون او يمثلون دور الحياة المثالية والرفاهية وغيرها من الامور المتشابهة.
يعيشون شخصية وحياة مختلفة عن واقعهم، وهذه مشكلة كبيرة. حالة كثير من الناس واقعه فيها هذه الايام، عايشين بشخصيتين واحيانًا اكثر، فمثلا تجد على فيسبوك شخصية وعلى تويتر شخصية اخرى!
نهر مسموم كل يوم نشرب منه كأس
فتخيل، على سبيل المثال، لما تكون انت تعاني من بعض الظروف المادية في الوقت الحالي، وتفتح انستجرام وتتصفح في قائمة اخر المنشورات وتجد سلسلة من المنشورات عن اشخاص ومشاهير يتباهون، هذا بحذاء من ماركة كذا وذاك بسيارة جديدة فخمة من الماركة الفلانية وشخص اخر يستعرض استمتاعه في رحلته لجزر «الواق واق» والي من الممكن تكون بحياتك لم تسمع بها بسبب ضغط العمل والحياة عليك في السنوات الماضية؛
وثم احد التافهين «وهذا زمانهم» من مشاهير السوشيل ميديا «مشهور دون معرفة اي شخص على هذا الكوكب ماهية القيمة التي يضيفها هذا المعتوه للمجتمع والتي تسببت في كل هذه الشهرة» فتجده يتباهى ليل نهار بمدى تواضعه مع الناس ،، وفي الحقيقة هو اكبر متكبر والمصيبة على لا شيء يذكر!
ماذا ستكون حالتك النفسية بعد هذا؟
كل هذه الامور لما تتعرض لها وانت اصلًا تعاني من «ازمة» ورغم انك بالاساس فتحت التطبيق حتى تنسى وتريح بالك شوي على الاقل.
لكن بعد ١٠ دقائق من التصفح يبدأ الشعور بان الجميع ناجحين ومرتاحين وسعداء «إلا انت من سيء لأسوأ» .. الكل ناجحين وانت الفاشل الوحيد في هذه الدنيا!
بالرغم ان الكثير منا يعلم بهذا؛ لكن هل اصبح الامر ادمان؟
حتى وان كنت تعلم بكل هذا وبالتالي تولدت لديك قناعة انك طالما فهمت الوضع فهذا التأثير السلبي لن يتمكن منك. لكن، غالبًا، هذا غير صحيح.
فلما تكون انت تحت البطانية في شقتك الي ساكن فيها بالايجار وتشوف شخص يتباهى بفيلا على النهر في المدينة الفلانية، فصعب تقاوم الشعور بالضعف والحاجه. هذا طبع وغريزة في كل البشر، وهي ليست غيرة انما كلنا نريد النجاح وتحقيق احلامنا والعيش في استقلالية تامة من اي شيء ممكن يجعلنا تحت سيطرته.
وطبعًا هذه مجرد حالات من عدة حالات اخرى.
فمثلًا الان اغلب الشباب يواجهون صعوبة كبيرة جدًا في الزواج، وكثير من الشباب تجاوزو سن الثلاثين ومازالوا عزاب. ثم يدخل على فيسبوك او انستجرام ويشاهد البنات ينشرن صورهن بالملابس الضيقة الي تفصل الجسم وتعرض كل مفاتنها وبالمكياج الكامل والشعر المفتوح ونص الصدر طالع .. يعني لازم الواحد يكون «بليد» حتى يقاوم كل هذا.
ثم تغلق انستجرام اللعين، وتقول في نفسك خلي افتح تويتر فهناك المنشورات افضل وخالية من الاستعراض والـ «فخفخة» الكذابة ،، ثم تجد ان الغالبية هناك تستعرض وتدعي المثالية والجميع يمارس اما دور المصلح الاجتماعي او دور رائد الاعمال وايلون ماسك القادم، والحقيقة هو بالعافية نجح بالثانوية.
هذا غير التنمر من الجميع على الجميع، والتعليقات الساذجة والتفاهة في المنشورات الجادة وغيرها وغيرها من الفوضى الي تزيد من الضغوط النفسية عليك اكثر واكثر.
وانت يا مسكين لك الله، دخلت تريح دماغك شوي من ضغوط الحياة طلعت من البرنامج عندك حالة نفسية ومحتاج زيارة للطبيب النفساني باقرب فرصة.
شخصيًا انصح بالشبكات الاجتماعية المتخصصة
جزء كبير من استخدامنا للسوشيل ميديا هو للاحتكاك مع الغير، خصوصًا بمن يتشابه معنا بالافكار والميول، وبطبع الانسان بشكل عام انه اجتماعي ولا يحب الانعزال التام. انا هنا لا اطلب منك الانعزال التام عن السوشيل ميديا من الاساس، ولكن؛
بدل من تضييع الوقت في شبكات عامة كل من هب ودب تجده فيها مثل فيسبوك، تويتر، انستجرام والشيطان الصغير الجديد «تيك توك». ممكن تستثمر هذا الوقت على شبكات اجتماعية متخصصة في مجال ما، وغالبًا ما ستحتوي طبقة من الاعضاء اكثر ثقافة ووعي، على الاقل في مجال اختصاصها والذي انت لك اهتمام فيه.
كمثال الناس المختصة والمهتمة بالتقنية بشكل عام تجدهم بشبكات مثل؛
- StackOverFlow (ستاك اوفر فلو يحتوي فروع عديدة بتخصصات مختلفة وليس فقط البرمجة)
- Hashnode
- Dev.to
- ولو كنت «مبرمج» فروح فورًا خذ عفشك وعيش بـ Github!
والناس المهتمة في التجارة والاقتصاد والوظائف والشركات بشكل عام فافضل خيار لكم LinkedIn.
اغلب الاختصاصات والاهتمامات ممكن تحصل لها «مجموعات» في موقع Reddit. «وبرايي موقع رديت افضل بكثير من مجموعات فيسبوك»
حقيقة في الوقت الحالي ليس اكيد انك ستجد شبكة اجتماعية في كل اختصاص تبحث عنه. لكن على ما يبدو لي ان ترند الشبكات الاجتماعية المتخصصة في تطور مستمر وان كان بطيء.
وهناك شبكات كثيرة ظهرت في الاونه الاخيرة ومبنية على منصة Discourse والي هي بطبيعة الحال نظام منتدى ولكن اكثر تطورًا ومواكبةً للوضع الحالي في المواقع الاجتماعية، ويحتوي النظام على خصائص تفاعلية جميلة جدًا واسلوب عرض رائع للمواضيع والنقاش بين الاعضاء.
الناس سنة عن سنة تكتشف اضرار الشبكات الاجتماعية العامة، وكيف انها تستهلك وقتهم وتاثيرها السلبي الواضح على حالتهم النفسية فيبدأون بالبحث عن اماكن جديدة، وهذا امر ايجابي.
لا يوجد اي داعي للتوقف عن استعمالها بالكامل، لكن فقط حاول السيطرة على كمية الوقت المخصص لهذه الشبكات في اليوم. وانتبه لمن تتابع ولماذا تتابع وما القيمة التي تحصل عليها من متابعتك لهم.
وايضًا «وهذه اهم نقطة» التوقف من حالة فتح البرامج كل نصف ساعة فقط للتأكد ان كان هناك شيء جديد او بمجرد وصول اول تنبيه Notification على جوالك ،، لان هذه العادة ستسلبك القدرة على التركيز في اي امر اخر.
ان كنت تعرف اي شبكات اجتماعية متخصصة في اي مجال ما ياريت لو تشاركها معي من خلال التعليقات 🙂
📮 المتابعة عبر البريد الالكتروني
عند الاشتراك سيصلك جديد منشوراتي ومقالاتي على ايميلك. لا يتم نشر اي اعلانات ابدًا، فقط المقالات التي انشرها هنا في مدونتي هذه.
التعليقات: 2 On سلبية الشبكات الاجتماعية على صحتك وحالتك النفسية
أنا شخصيا أنشأت حساب على فيسبوك , أغلقته بعد أسبوع منذ 7 سنوات، لماذا ؟ أولا بدأ يطلب مني هل تعرف هذا و ذاك؟ أي روابطي الإجتماعية. ثم لاحظت كمية التفاهة المنتشرة فيه. أخيرا فتحت حساب على تويتر، و اضن أن مصيره سيكون الغلق. منذ مدة أزور مجتمع حسوب و أجده مفيد عموما. , أتابع بعض المدونات و المواقع التي أراها مفيدة، عن طريق برامج خدمة الملخصات RSS مما يريحني من البحث في جوجل.
بالنسبة لي تيك توك كارثي، وفيسبوك كذلك لكن بعد جائحة كورونا لغيت كل الارتباط باي شخص لا اعلم من هو (بالتاكيد البقية لهم حرية المتابعة عبر الفولو لكن بدون ارتباط ما يسمى بالصداقة بالتالي لهم صلاحيات محدودة بالاحتكاك معي). ولغيت ايضًا متابعة كل الصفحات تقريبًا فتقدر تقول صار بالنسبة لي فيسبوك حساب عائلي نوعًا ما خصوصًا ان «الشياب» كلهم هناك ههههه
اتفق معك بخصوص RSS وتحية لصاحب الفكرة Ramanathan .. انا حالياً استخدم تطبيق Feedly واحيانًا Reeder لكن ايضًا يعتمد ع قاعدة بيانات فيدلي فقط شكل مختلف. دائمًا احاول اكتشف مدونات جديدة من وقت للثاني واضيفها للقائمة والحمدلله مسيطر على ادمان القراءة اون لاين.