مبالغ جدًا ما حصل مع اللاعب عبدالكريم حسن وبسام الراوي ومحمد وعد المجنسين في المنتخب القطري بعد انتهاء كاس العالم. المبالغة في عقابهم لدرجة محاولة منع عبدالكريم من اللعب تماما باي نادي اخر. وهذا يعطيك صورة عن طريقة عمل الشركات والمؤسسات العربية. وما اريد اشكك، ولكن تركيز العقاب على المجنسين عليه علامة استفهام كبيرة.
هل اخطأ اللاعب بالتجاوز على الجمهور في احدى وسائل التواصل الاجتماعي؟ نعم حصل، لكن كادارة المفروض ندرس الموقف. لاعب يلعب بطولة كاس العالم في بلده ومطالب بتحقيق انجاز، ومن ثم تاتي النتائج مخيبة للامال ويبدا الجمهور بشن حملة تسقيط على اللاعبين في وسائل التواصل الاجتماعي. هنا من الطبيعي ان اللاعب ومع الضغط الي عليه راح ينفجر بوجه شخص ما.
وهذه مواهب انجزت وحصدت في اخر سنوات عدة القاب على مستوى المنتخب القطري او على مستوى النادي في الدوري القطري، ومن المفترض الحفاظ على هذه المواهب واحتوائها في مواقف كهذه.
نعم عاقب اللاعب على اساءته للجماهير «مع الاخذ بالاعتبار ان الجماهير هي من بدات بالتجاوز على اللاعب»، ولكن ليس بحرمانه من اللعب تمامًا مدى الحياة على مستوى المنتخب والنادي، اللاعب ليس عبد عند الاتحاد او النادي.
العمل الاداري العاطفي
لا يغرك مظهر ومدى حجم المؤسسة او قيمتها السوقية، في النهاية العاطفة والفردية في الادارة طاغية جدًا عندنا في الشرق الاوسط.
لما يحتاجوك يجعلوك ملك زمانك، بس تخلص مصلحتهم وياك تشوف وجه اخر.
ولما يكون اداءك عالي يرفعوك للسماء وبس مستواك ينزل بدل ما يساعدوك ترجع توقف، لا، راح يبداون بشن حملات تسقيط في كل مكان بحيث ينزل مستواك ونفسيتك تدمر اكثر واكثر، لان التعامل عاطفي من الاساس.
وهذا حاصل في اغلب الاختصاصات من رياضة وهندسة واعلام وصحافة…الخ. ولهذا اصحاب الاختصاص في الدول العربية كثير منهم هاجر وكثير منهم يبحث عن الهجرة للعمل في اوروبا واميركا.
هذا مو جلد ذات ،، احنا فعلًا عندنا هذه الحالة بارزة بشكل كبير في السنوات الاخيرة.
وليش نروح بعيد…
ليش نروح بعيد، بتصفيات كاس العالم «قبل سنة تقريبًا» المنتخب العراقي كانت نتائجه سيئة و وقتها كان في مشاكل كثيرة داخل الاتحاد. وقتها الجمهور اهان اللاعبين والاعلام كذلك اهان اللاعبين بقصائد من الذم والتنقيص.
ثم في بطولة كاس الخليج ٢٠٢٣ والتي اقيمت في البصرة وانتهت قبل اسبوع نفس اللاعبين ونفس التشكيلة تقريبًا لكن لان فازوا بالكاس صاروا يصيحون لهم “ابو الغيرة”، والاعلاميين يتفننون في مدحهم على برامجهم التلفزيونية.
انتظر اقرب بطولة قادمة واذا لم يحققوا اي نتيجة وقتها راح يرجع الردح والمسبات طن بالف.
كيف تامن على مستقبلك وتعطي كل ماعندك في مجتمعات مثل هذه متقلبة مزاجيًا؟
📮 المتابعة عبر البريد الالكتروني
عند الاشتراك سيصلك جديد منشوراتي ومقالاتي على ايميلك. لا يتم نشر اي اعلانات ابدًا، فقط المقالات التي انشرها هنا في مدونتي هذه.
التعليقات: 2 On عقاب لاعبين منتخب قطر والتركيز على المجنسين
قالها الشيخ الغزالي -رحمه الله- منذ سنوات: الشعوب العربية تسير بالعاطفة لا بالعقل.
الله يرحمة، صحيح عاطفيين وهذا جزء من الشخصية العربية لكن في مواقف كهذه اجدها مؤذية.