في اخر ١٥ سنة مرت الكثير من الاحداث السياسية منها الاقليمي والعالمي وحتى حكومات تبطش بشعبها، في كل الاحوال لم تتدخل شركات التكنولوجيا والويب في الامر وكانت دائمًا تمارس دور الحياد الى حد كبير، وتتيح المجال للطرفين المختلفين من الوصول لخدماتها والتعبير وشرح موقفهم للراي العام على منصاتها مثل فيسبوك وتويتر وغيرها.
حتى ان بعض الحالات مثل التعامل مع دولة كايران فهذا يعود للحصار السياسي والاقتصادي المطبق على الدولة، لكن لم تمنع الشركات الوصول لخدماتها واستعمال الخدمات او الباقات المجانية من قبل المواطن الايراني كما يحدث الان مع الروسي، بغض ان النظر ان كان مؤيد او معارض لما يحدث في اوكرانيا، فيكفي ان تكون روسي ليتم منعك من استخدام ابرز المواقع والخدمات الغربية والاميركية على وجه الخصوص.
اتفهم ان يتم منع او حجب خدمات مثل فيزا وماستر كارد، ويسترن يونيون وباي بال وغيرها من الخدمات المالية والتجارية .. ولكن منعهم حتى من استخدام محرك بحث جوجل وفيسبوك وتويتر؟ هذا قرار صبياني وغير مدروس ولن يعود باي فائدة لاي طرف سوى تزويد الفجوة بين الغرب والشرق. والان ستبدأ تنتشر هذه الفجوة من جديد بين الشعوب مثل الوباء بعد ان تناستها واتت اجيال جديدة من بعد انتهاء الحرب الباردة.
قرأت مقالة Kara Swisher على The New York Times وذكرت كيف ان خطوة الشركات التقنية هذه سوف تحجب جيوش بوتن الالكترونية من نشر الاكاذيب والتأثير على الراي العام وخداعه في مايحدث الان .. لكن يبدو ان كِرا ليس لديها علم ان اي شخص يجيد التعامل مع التكنولوجيا «خصوصًا لو كان يصنف كعضو في جيش الكتروني» فبالتاكيد لديه الدراية الكاملة في كيفية تخطي هذا الحجب والظهور لسيرفرات تويتر على سبيل المثال انه شخص مقيم في فرنسا ويتصفح من مدينة باريس. فعليًا من سيتضرر من حجب الخدمات هذا هم الناس العاديين الي يستخدمون الانترنت لامور يومية عادية مثل التواصل والتصفح وقضاء الاعمال العادية واستخدامهم سلمي تمامًا.
بالتاكيد شركة مثل جوجل او تويتر تعلم بكل هذا مسبقًا. اذًا ما الجدوى والفائدة من هذه الخطوة؟ حسسب ما يبدولي انهم استغلو الموقف لكسب تاييد الراي العام، خصوصًا ان بعض الشركات تعاني من سوء السمعة مؤخرًا مثل فيسبوك.
المضحك في الامر ان الحكومة الروسية ردت على هذه الشركات بتطبيق الحجب من جانبها ايضًا!
ما دام هذا الامر قد حدث بالفعل، وعلى قول العرب «قد سبق السيف العذل». فهي على كل حال لن تكون المرة الاخيرة، وعلينا توقع ان نفس الامر سيطبق على دول كثيرة «لمعاقبتها» على تصرف ما في المستقبل بهذا الاسلوب.
على الاقل دولة مثل روسيا لديها تقريبًا بدائل لكل الخدمات والمواقع الاميركية، من محركات البحث للايميل والشبكات الاجتماعية وغيرها .. لكن ماذا لو طبق الامر هذا على دولة عربية؟
الاكيد هو ان الشركات هذه فتحت على نفسها باب كانت محافظة على اغلاقه لسنوات. وعمومًا بعد انتهاء الازمة لن تكون عودتها للسوق الروسي بتلك السهولة. ايضًا هذه الخطوة برايي ستنعش شركات التكنولوجيا والويب المحلية بعد ان اصبحت اللاعب الوحيد في السوق.
📮 المتابعة عبر البريد الالكتروني
عند الاشتراك سيصلك جديد منشوراتي ومقالاتي على ايميلك. لا يتم نشر اي اعلانات ابدًا، فقط المقالات التي انشرها هنا في مدونتي هذه.
التعليقات: 1 On الشركات التقنية الكبرى توقف اعمالها في روسيا وتمنع الروس من استخدام خدماتها؛ اول مرة يتم تسييس هذه الشركات بهذا الشكل
التنبيهات وهكذا بدأ الروس بنسخ الخدمات والمواقع العالمية وبدايتها مع Rossgram - مصطفى البازي ()