لاول مرة تصل درجة الحرارة لاكثر من ٤٠° مئوية في بريطانيا وكانت سبب لحرائق بمناطق عدة مابين سكنية وريفية

اليومين الماضية، تحديدًا الاثنين والثلاثاء، وصلت درجة الحرارة ولاول مرة الى ٤٠° مئوية «واكثر بقليل في بعض المناطق» في بريطانيا، بحيث اضطر مركز الارصاد الجوي الاعلان عن التحذير الاحمر.

للعلم السنة الماضية وصلت الى ٣٨° مئوية وايضًا كانت المرة الاولى، والان هذه الموجة تكسر الرقم الاعلى من الصيف الماضي. وعلى ما يبدو ان مسلسل كسر الارقام سيستمر معنا لعدة سنوات قادمة على الاقل.

سكان الدول العربية بالنسبة لهم ٤٠° مئوية امر عادي جدًا كون من الطبيعي ان تصل درجات الحرارة في مختلف الدول العربية الى ٥٠° مئوية وفي بعض المدن الى ٦٠° مئوية. لكن المشكلة في بلدان مثل بريطانيا بانها لم تبنى لتتعامل مع درجات حرارة كهذه، ابسط مثال تصاميم البيوت هنا في بريطانيا مصممة لتحافظ على الحرارة كما ان الغالبية العظمى منها لا تحتوي على تكييفات، بالتالي موجات حر كهذه يكون لها تأثير بالغ على الحياة اليومية.

صفاء الاجواء خلال اليومين الماضية مع ارتفاع الحرارة تسبب بمجموعة من الحرائق في مناطق متعددة مابين سكنية وريفية. الارتفاع الحاد بمعدل الحرائق مع انتشارها على مناطق متنوعة تسببت بضغط كبير على الدفاع المدني لدرجة اثر على سرعة الاستجابة من ~٤ دقائق الى ١٥ ~ ٢٠ دقيقة.

امطار غزيرة في الطريق

بريطانيا جزيرة والبحر يحيط بها من كل الجهات، مع ارتفاع الحرارة تزيد نسبة التبخير لمياه البحر وبالتالي تتكون سحب بشكل اكثف لتتسبب بامطار غزيرة. وهذا تقريبًا الرتم المعتاد في الصيف، اسبوع او اسبوعين حر وشمس ثم اسبوع الى اسبوعين من الجو الغائم والممطر.

لكن ارتفاع الحرارة بهذا الشكل يعني الامطار ستكون اغزر ولوقت اطول، وهذا النوع من الامطار يتسبب بفيضانات بالمناطق المنخفضة.

القادم على الاغلب اسوأ

رغم ما سبق، فالمتوقع ان السنوات القادمة ستكون اسوأ خاصة وان اعمال محاربة التغير المناخي الى الان لم تصل للمستوى المطلوب على المستوى الحكومي والمؤسساتي، وحتى على مستوى الافراد حول العالم هناك مشكلة بالوعي العام بالموضوع وممارسات خاطئة كثيرة تتسبب باستهلاك عالي للموارد من بترول، غاز وكهرباء والي فالنهاية تصب في مستوى انبعاثات اعلى.

الان ومع الخوف من الدخول في ركود اقتصادي عالمي حاد جعلت بالاساس برامج محاربة التغير المناخي امر ثانوي بعد التصدي للازمة الاقتصادية. وفي اوروبا وبسبب التخوف من النقص الحاد من الغاز الطبيعي اعادوا افتتاح العديد من المحطات الكهربائية التي تعمل بالفحم.

تعاطي السياسيين حاليًا مع التغير المناخي يأخذ طابع انتخابي ترويجي اكثر منه مهمة عاجلة التنفيذ. برايي لن يتعامل العالم بطريقة عاجلة وصارمة مع التغير المناخي الى بعد ان يصل الوضع لمستوى بالغ السوء.

📮 المتابعة عبر البريد الالكتروني

عند الاشتراك سيصلك جديد منشوراتي ومقالاتي على ايميلك. لا يتم نشر اي اعلانات ابدًا، فقط المقالات التي انشرها هنا في مدونتي هذه.

شاركني برأيك