قبل ايام ظهرت قوائم التغذية الكرونولوجية على تطبيقات فيسبوك، وقبلها بفترة تم اضافة نفس الخاصية على تطبيق انستگرام. ايضًا في حالة فيسبوك توفرت القائمة الجديدة على نسخة المتصفح على اجهزة الديسكتوب. وكما هو معروف بان الشبكتين مملوكة لشركة ميتا.
قوائم تغذية المنشورات الكرونولوجية “Chronological Feeds” هي وباختصار ترتيب وعرض المنشورات بناء على توقيت نشرها والمنشورات الاحدث تظهر في اول القائمة، وهكذا بمجرد نشر احد الاشخاص ممن تتابع منشور جديد سيظهر فورًا لديك في بداية القائمة.
والترتيب الكرونولوجي مختلف عن الوضع الافتراضي الحالي على المنصتين والذي يعتمد مبدأ تحليل سلوكك على المنصات هذه بالاضافة للمواقع التي تزورها وبناء عليه يتم عرض وترتيب المنشورات على ما يتوقع بانه سيثير اهتمامك بشكل اكبر. فبحسب شركة ميتا «المالكة لفيسبوك وانستگرام» فان الخوارزميات التي تقف خلف القوائم “الذكية” هذه هي مجموعة من تقنيات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي.
ولان هذه الخوارزميات مغلقة المصدر فنحن كمستخدمين فعليًا لا نعلم الاساسيات والاهداف التي تم برمجة هذه الخورازميات لتحقيقها. فهل الهدف الاساسي هو الحفاظ على المستخدم لاطول وقت ممكن داخل التطبيق؟ ام لمشاهدة اكبر قدر من الاعلانات والضغط على بعضها؟ وربما تنفيذ عملية شراء! او غيرها من الاهداف التي قد يكون بعضها غير اخلاقي. فا مبدئيًا نحن نعلم ان هذه التطبيقات تراقب سلوك استخدامك طوال الوقت، وتبيع هذه المعلومات على شكل اعلانات مستهدفة.
للعلم الترتيب الكرونولوجي ليس جديد كليًا على هذه المنصات، بالاصل كانت بداية كل من فيسبوك وانستگرام بهذا الترتيب ومع الوقت انتقلوا لما يسمى الان AI-based Feeds.
ما لم افهمه هو الصعوبة في الوصول لهذه القوائم والحفاظ عليها دون الرجوع للوضع الافتراضي.
بداية مكان تفعيل او فتح القائمة الكرونولوجية تقريبًا مخفي، واذا ما وجدته وفتحت القائمة فلن يحافظ التطبيق على اختيارك وبمجرد التصفح داخل التطبيق ورجوعك للواجهة الرئيسية سيعيدك مرة اخرى لوضع القائمة الافتراضية.
فاذا كنت ستقدم الخاصية وبنفس الوقت تضع كل هذه العراقيل والصعوبات «المتعمدة» في استخدامها، فلما من الاساس قدمتها للمستخدمين؟
انا من محبين منصة انستگرام واستخدمها منذ ١٠ سنين تقريبًا. لكن باخر سنتين او ثلاثة اختلفت المنصة بشكل كبير للاسوء وبايدي اداراتها، حيث شُبه قتلت المنشورات العامة الثابتة بمحاولة تقليدها لسناب شات وتضمين خاصية الستوري، بل ودفعها لتكون وسيلة النشر الاساسية.
والان تحاول شركة ميتا مرة اخرى اعادة توجيه انستگرام ليكون مشابه لتيك توك من خلال التركيز على عرض المنشورات المرشحة لك «والي غالبًا ستكون عبارة عن فيديوهات من قنوات مصنفة ضمن صناع المحتوى الرائج» بدل من متابعة جديد من تتابعهم بشكل فعلي، هذا بالاضافة لاعطاء الافضلية للفيديوهات على الصور.
وكأن الشركة الام «ميتا» تعاني من تخبط اداري واستراتيجي حول المستقبل، مع خوف من التراجع اكثر فاكثر خلال السنوات القريبة القادمة.
📮 المتابعة عبر البريد الالكتروني
عند الاشتراك سيصلك جديد منشوراتي ومقالاتي على ايميلك. لا يتم نشر اي اعلانات ابدًا، فقط المقالات التي انشرها هنا في مدونتي هذه.