قبل ايام نشر برنامج «تك4» ومقدمة انيس القديحي على قناة بي بي سي العربية مقابلة مع احد مهندسين جوجل السابقين يدعى بليك لموين. ادعى بليك في اللقاء ان جوجل تقوم بفلترة الكثير من القضايا والمواضيع بشكل متعمد والتأثير على ترتيب نتائج البحث لاي صفحات وروابط تنشر عن احدى هذه المواضيع.
ومن ضمن هذه المواضيع التي يتم التلاعب بنتائجها هي الصفحات والروابط التي تنشر وتروج المحتوى الديني، بغض النظر عن مسمى هذا الدين، فبحسب بليك القائمة تشمل عدد كبير لمختلف الاديان حول العالم بما فيها الاديان الاكثر انتشارًا مثل الاسلام والمسيحية.
بحسب بليك فان خوارزمية تصنيف الروابط في جوجل تفضل المحتوى العلماني على الديني عند توفير نتائج البحث للمستخدم.
ثقافة الرقابة «Censorship» على المحتوى تنتشر
موضوع كهذا قد لايكون مستغرب للكثير في الوسط التقني، خاصة في السنوات الخمس الاخيرة مفهوم الرقابة «Censorship» على المحتوى بدأ ينتشر بشكل شبه صريح على مختلف المنصات، و وصل الامر معهم لحجب رئيس اميركا في وقتها دونالد ترامب فما بالك بمن هم اقل شهرة منه.
الامر تخطى تمامًا مسألة الالتزام بقوانين الدول و وصل لحد فرض ايديولوجياتهم الخاصة على العامة.
قبل فترة ظهر امر مماثل حول فلترة جوجل في ما يخص قضية الاجهاض، حيث اتهمت الشركة بانها تقوم بفلترة الاصوات التي تعارض الاجهاض. و وجه حزب الجمهوريون في وقتها تحذير لشركة جوجل بعدم فلترة المحتوى المتعلق بالــ Anti-abortion.
واذا بحثت وتعمقت في الموضوع حقيقة ستجد غالبية الشركات الكبرى كـگوگل، فيسبوك، سناب شات وتويتر…الخ. تقوم باعمال فلترة بدوافع ايديولوجية، وهذه مسألة جدًا خطرة وتهدد حريات التعبير.
في حين نجد ثقافة الحجب والرقابة على المحتوى في الدول السلطوية والبوليسية «مثل الصين وروسيا وتقريبًا كل الدول العربية» شيء يطبقه النظام والحكومات بنفسها، الا ان ثقافة الحجب والرقابة في الغرب بدأت تطبق وتنتشر مؤخرًا من قبل الشركات التقنية وليس الحكومات.
اهمية تنويع محركات بحثك
لكل شركة من هذه الشركات سياسات وتوجهات وافكار تتبناها وتحاول فرضها على المجتمعات، خصوصًا الكبرى منها.
عند بحثك في موضوع حساس كالدين والتاريخ والسياسة من الضروري ان تنوع مصادر بحثك للتأكد من انك وصلت لتشكيلة متنوعة من نتائج البحث.
وغير مسألة الرقابة على المحتوى، محركات البحث في الاونة الاخيرة في صراع دائم مع المتسلقين على خوارزميات تصنيف المحتوى من خلال استغلالهم لمفاهيم تحسين نتائج محركات البحث والي تعرف باسم SEO.
فممكن جدًا يتصدر نتائج البحث روابط وصفحات ليست جيدة ولا تجيب على سؤالك بشكل كامل او دقيق، ولكن تصدرها بسبب استغلال القائمين عليها لاليات عمل محركات البحث ومحاولة خداع هذه المحركات بان هذه الصفحة تحتوي على معلومات جيدة لمن يبحث في الموضوع الذي تتكلم عنه الصفحة.
خذها قاعدة، اسوأ شيء عند التعلم هو اعتمادك على مصدر واحد للوصول الى المعلومة.
وهذا حقيقة ينطبق على جوانب عدة في الحياة، فتجد مثلًا المتزمتين والمنحازين لفكرة معينة ان كان في الدين او السياسة دائمًا ما يحصرون مصادرهم في اتجاه واحد، وحتى ان قدمت لهم مصادر اخرى يتعاملون معها باحتقار، وهذا خطأ كبير جدًا.
خصوصًا للطلبة والباحثين العلميين من الضروري جدًا، بل واساسي، ان تنوع محركات بحثك واساليبك بالوصول للمصادر، فكل ما تعمقت بشكل افقي وعامودي بنفس الوقت في الموضوع الذي تبحث فيه كل ما وصلت لخلاصات ادق وتصبح اكثر تمكنًا بالمادة وبالتالي نتائج افضل لعملك.
كما يوجد برامج مثل DevonAgent تساعدك على البحث في مختلف محركات البحث دفعة واحدة وتجلب النتائج مرتبة بقائمة واحدة. وهي ممتازة في تقليص الوقت والجهد المطلوب في البحث بمختلف محركات البحث.
ايضًا بعض هذه البرامج، ومنها ديڤون ايجنت «نسخة البرو»، تسمح لك بمراقبة كلمات مفتاحية معينة بحيث تزودك بجديد ما ينشر حول موضوع او كلمات مفتاحية معينة اول باول. وهذه خاصية مفيدة جدًا برايي لطلبة الدكتوراه والمختصين بالبحث العلمي.
📮 المتابعة عبر البريد الالكتروني
عند الاشتراك سيصلك جديد منشوراتي ومقالاتي على ايميلك. لا يتم نشر اي اعلانات ابدًا، فقط المقالات التي انشرها هنا في مدونتي هذه.
التعليقات: 2 On تقليل ظهور المحتوى الديني على جوجل واهمية تنويع محركات بحثك
كل منا يتمنى أن تنتشر أفكاره و يتم تبنيها، لكن تقوم شركات التقنية أو غيرها بفرض خياراتها علينا من وراء الخوارزميات فهذا مرفوض حتما,
هذه الشركات اكيد بانها تعلم بحجم القوة الي وصلت لها ومدى امكانية تأثيرها على المجتمع. ثم ان كثير من هم في القطاع التقني من الليبراليين واللادينيين بالتالي ان تصدر تصرفات كهذه منهم امر غير مستغرب. لكن يبقى هنا كيفية تعامل الحكومات وما مدى امكانية تاثيرها وضغطها على هذه الشركات.