رد على تدوينة ابو اياس حول انخفاض الاقبال على المدونات

قرأت بالامس منشور للاخ ابو اياس على مدونته الشخصية بعنوان «انخفاض زيارات المدونة عام بعد عام». وباعتبار ان هذا يعتبر ترند عام يشمل جميع المدونين والمدونات وخاصة المدونات الشخصية في السنوات الاخيرة. وهنا احببت ان اضيف رايي على هذا الموضوع باعتبار انه يشملنا كلنا.

بداية الاسباب كثيرة، ومن الصعب القول ان هذا او ذاك هو السبب الاساسي، لانها مجموعة عوامل مجتمعة تتسبب في انخفاض نسبة الزيارة والقراءة للمقالات مقارنة بنسب الزيارة والمشاهدة للمحتوى المرئي مثل يوتيوب.

و واحد من الاسباب المهمة ان الجيل الذي بدأ عملية التدوين المكتوب الان اغلبهم في الثلاثينيات والاربعينيات من عمرهم ومشاغلهم ومسؤولياتهم كثرت، وبالتالي اصبحت امكانية جلوسهم وقرأتهم للمدونات امر محدود نوعًا ما.

اما الجيل الجديد، خصوصًا من هم تحت سن ٢٥ سنة، فهذا الجيل يفضل الجلوس ومشاهدة المعلومة بدل من قراتها، واذا لم تتوفر المادة المرئية ساعتها فقط يلجئ للمادة المسموعة والمكتوبة «وهذه من الاسباب الي خلت صناع البودكاست توفير محتواهم على شكل فيديو مرئي على منصات مثل يوتيوب، بالرغم من ان اصل المادة الموفرة مسموعة».

وهذه نقطة مهمة تعاني منها المدارس والجامعات، فاغلب التخصصات تحتاج لكمية كبيرة من القراءة والاطلاع لاكتساب المعرفة والتعمق بالمعلومة، واغلب علوم المستويات العالية و المتخصصة متوفرة فقط على شكل كتب واوراق علمية في وقتنا الحالي. نعم يوجد نسبة معينة من هذا الجيل يقرأ ولكنها الاقل مقارنة بمن يفضل المرئي.

القراءة بشكل عام تختلف عن المشاهدة، حتى تفهم شيء مكتوب انت بحاجة لتوجيه تركيزك على النص والاستمرار على هذا لبعض الوقت حتى تنتهي من النص المعني، وهنا المشكلة الي يتهرب منها الاغلبية من الشباب والتعامل معها على انها مجهود ذهني يستنزف الطاقة على عكس مشاهدة الفيديو الي يتعامل معها نفسيًا على انها عملية ترفيهية!

غياب المنصة

هناك خاصية جوهرية في المحتوى المرئي مفقودة الى حد كبير في المحتوى المكتوب وخاصة الذي على شكل مدونات شخصية، اغلب المحتوى المرئي يتم استهلاكه على منصات جماعية مثل يوتيوب واوديسي وديلي موشن بالاضافة لباقي الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وانستجرام.

بالتالي انت كصانع للمحتوى، على يوتيوب كمثال، لديك منصة ونظام واضح ولديك جمهور محتمل كبير جدًا هذا بالاضافة للخصائص الممتازة لبناء المجتمع حول قناتك ومحتواك.

وهذا مفقود في المدونات الشخصية، فكل مدونة شخصية هي منصة منفصلة تمامًا عن باقي المدونات. والزائر حتى يتمكن من متابعة مدونة معينة او مجموعة مدونات مطلوب منه يصمم نظام او الية عمل بنفسه، وهنا اقصد مثل برامج تغذيات RSS مثل Reeder و Feedly. في حين على يوتيوب كزائر كل الي تحتاجه هو الضغط على زر الاشتراك.

شركة وردبريس حاولت بناء شيء كهذا من خلال منصة WordPress.com ولكن برايي لحد الان العملية لم تنجح وليست بالمستوى المتوقع من شركة مثل وردبريس.

الزيارات الفورية والزيارات عبر البحث

حسب علمي ومن خلال البحث، فاغلب الزيارات لمعظم المدونات الشخصية الان تاتي من خلال البحث ونسبة قليلة هي الزيارات التي تاتي فورًا بعد نشر مقال جديد.

واعتقد ان هذا منطقي جدًا، بالنهاية نحن ننشر غالبًا اراء وتجارب شخصية وشروحات في مواضيع متخصصة كلن حسب تخصصه، بمعنى المحتوى الذي ننشره ليس محتوى استهلاكي حول حدث معين بمجرد مرور بعض الاسابيع يصبح المحتوى منتهي الصلاحية، بل على العكس، وهذا يوضح سبب ارتفاع زيارات البحث مقارنة بزيارات المتابعين والمشتركين. وهذا النوع من المحتوى الزائر يبحث عنه عند الحاجة فقط.

ضعف تفاعل المدونين فيما بينهم

اذكر زمان قبل عشر سنوات واكثر كان هناك نشاط اكبر في التفاعل ما بين المدونين، وهذا بالتالي يشجع الزوار ايضًا على التفاعل عندما يجدون على مقال معين تفاعل ونقاش جاري.

لهذا من الضروري ان يرتفع معدل التفاعل بين المدونين نفسهم، والاشارة والتعقيب لبعضهم البعض على مدوناتهم. وهذا ممكن يصنع نوع من المجتمع المترابط بين المدونين.

كهذا المنشور، بدل من ان ترد عليه في التعليقات، ترد عليه على شكل مقال جديد على مدونتك وتشير اليه وغيرك يفعل نفس الامر وهكذا على مختلف المقالات ومع الوقت ممكن تتكون وتنتشر سلسلة مترابطة تؤدي لمجتمع نشط وحي.

صورة الغلاف من قبل Markus Winkler.

📮 المتابعة عبر البريد الالكتروني

عند الاشتراك سيصلك جديد منشوراتي ومقالاتي على ايميلك. لا يتم نشر اي اعلانات ابدًا، فقط المقالات التي انشرها هنا في مدونتي هذه.

‎التعليقات‫:‬ 3 On رد على تدوينة ابو اياس حول انخفاض الاقبال على المدونات

شاركني برأيك