موال قديم ويتكرر من سنوات، في اخر واول اسبوع من السنة تبث برامج على اكبر المحطات العربية تستضيف شخصيات تمتهن التنجيم والدجل على الناس.
ويتكلم المنجم «او المنجمة» بكل ثقة ان صاحب البرج الفلاني سيتزوج هذا العام وصاحب البرج العلاني سيحصل على ترقية في العمل خلال شهر كذا وكذا وعلى هذا المنوال. ثم ان هناك فقرة عن الحكام، ملك سيموت ورئيس سيتنحى وشعب سيثور.
الغريب ان هذا يحدث على اكبر المحطات ومع اكثر الاعلاميين شهرة في الوطن العربي. بمعنى ان كانت هذه المحطات مقتنعة بهذا التهريج وهؤلاء “الاعلاميين” مقتنعين بما يبثون من فكر وسخ حتى الاشمئزاز فعلى اي اساس اذن نتعجب من انتشار السطحية بالمجتمع ككل؟
والمضحك ان نفس هذه المحطات، بل ونفس الاعلاميين من فترة لفترة يبثون اخبار عن القاء القبض على احد الدجالين الي اكل اموال الناس وضحك عليهم باوهام وشعوذة وخرافات. ثم يطلب الاعلامي مداخلة فضيلة الشيخ ليعطينا محاضرة في ما يقول الاسلام عن الشعوذة والدجل ومن يمتهن هذه الامور.
ونفس المدام الي قاعدة في بيتها تتفرج خبر اعتقال الدجال الفلاني وبعد انتهاء الخبر تاخذ فاصل من الحسبنة على هؤلاء “النصابين”. هي هي نفسها راح تقعد على بداية السنة الجديدة تتفرج المنجمة الفلانية وهي تقرأ الغيب على الناس.
يعني بالضبط الشيء وعكسه، ومن الطرفين المرسل والمستقبل.
واذا ناقشت احدهم حيقولك «نعم التنجيم حرام ولا يعلم الغيب الا الله ،، بس بنتسلى!»
وشخصيًا ايضًا استغرب من غياب المثقفين وخصوصًا من يسمون انفسهم بالعلمانيين، هؤلاء اصواتهم ترتفع عندما يكون الامر متعلق بالاسلام، اما في هذه النواحي الي تستغل العقول وتدمر الوعي العام تكاد لا تجد لهم اصوات.
📮 المتابعة عبر البريد الالكتروني
عند الاشتراك سيصلك جديد منشوراتي ومقالاتي على ايميلك. لا يتم نشر اي اعلانات ابدًا، فقط المقالات التي انشرها هنا في مدونتي هذه.
التعليقات: 1 On استقبال العام الجديد بالشعوذة والتنجيم
“كذب المنجمون ولو صدقوا”، شكرا لك أخي على هذه الإلتفاتة المهمة، وفعلا هذا ما شهدناه على بعض القنوات العربية في راس السنة