مسلسل “مين قال” افضل ما شاهدت في رمضان ٢٠٢٢

منذ سنوات طويلة اصبح شهر رمضان في الوطن العربي موسم لطرح جديد الاعمال الدرامية من مختلف شركات الانتاج، ويشترك فيها الوسط كله تقريبًا من كتاب ومخرجين وفنانين ولا جديد في هذا الامر.

ولكن في اخر عشر سنوات طغى على الانتاج نوعين تقريبًا من القصص، اما البوليسية خصوصًا في مايخص الجماعات المسلحة او قصص الصعود والانتقام “الفهلوي” على شاكلة اعمال محمد رمضان.

وهكذا تتكرر الافكار كل سنة مع تغيير التفاصيل وتقليب الوجوه بين الاعمال سنة عن سنة.

وبالرغم من ان الدراما سلاح قوي جدًا يستطيع اعادة توجيه مجتمع باكمله وتثقيفه بافكار جديدة وتذكيره بالمبادئ والقيم والاخلاق وسد الفجوة الفكرية بين الاجيال السابقة والاجيال الصاعدة الا اننا نكاد لا نقوم بهذا الا بنسبة ضئيلة جدًا من مجمل الانتاج.

اطلعت هذه السنة على مجموعة من الاعمال وتقريبًا ٩٥٪ منهم لم اتجاوز الحلقة الثالثة منها لاسباب مثل التكرار وعدم وجود عامل التشويق، الا عمل واحد شدني بشكل قوي رغم بساطة تنفيذه وهو مسلسل “مين قال”.

مسلسل شبابي يتكلم عن مرحلة سن الجامعة ويناقش ويستعرض الافكار والتحديات الي يتعرض لها الانسان بهذا العمر.

ويطرح موضوعين اساسيه طوال المسلسل، الاولى هي الفجوة الفكرية بين اولياء الامور وشباب عصر الانترنت، بالاضافة لفكرة تحقيق النجاح عند الشباب حتى من قبل اكمال الجامعة من خلال ريادة الاعمال والتدوين والتسويق للمنتجات من خلال السوشيل ميديا وفكرة وان يكون الشاب شخصية “مؤثرة” في المجتمع، وهي افكار اصبحت منتشرة بكثرة اليوم في المحيط الشبابي.

فكرة المسلسل بحد ذاتها ليست جديدة تمامًا، لكن هذا النوع من الاعمال يعتبر نادر جدًا في الانتاج العربي رغم حاجتنا الكبيرة له ولما له من فوائد في توعية المجتمع وتقريب وجهات النظر بين الاجيال السابقة والصاعدة.